عرض المقال
هل الهلالى فى النار والعوا فى الجنة؟!
2014-02-03 الأثنين
أثناء مشاهدة محاكمة مرسى الأخيرة ترحّمت على قديس المحاماة أحمد نبيل الهلالى، ترحمت على الترفع والتواضع والسمو والمهارة والصدق والموضوعية والتجرد التى كانت من سمات هذا الرجل المدهش المبهر الذى تبرع بثروته من أراض وعقارات ورثها عن والده، آخر رئيس وزراء فى زمن الملكية، وما أدراك ما ثروة رئيس وزراء ملكى فى الخمسينات، ترحمت على المحامى الماركسى الشيوعى العتيد الذى دافع عن الإخوان وجماعات الإسلام السياسى فى زمن السادات ومبارك وأنقذ رقابهم من المشانق، بل وبكى أثناء إنشاد أحدهم لقصيدة شعر من داخل القفص، ترحمت على محام ماهر فى عمله، صادق فى تعامله، متسامح فى خلافه، شفاف الضمير، صلب الاحتمال، عنيد الحق، ترحمت وأنا أرى الفشل الذى دبّ فى أوصال فريق الدفاع عن مرسى ورفاقه برئاسة سليم العوا، الخيبة واللبخة والهرتلة والاهتمام بالقفص الزجاجى والتفاهات والترهات التى حتماً ستقود موكلهم إلى حبل المشنقة من فرط الفشل المكعب! ترحمت على الهلالى الذى كان يدفع رسوم قضايا الغلابة من جيبه الخاص وأنا أرى من كان يدافع عن رجال أعمال مبارك ويقبض أتعابه بالملايين وهو يقود فريق الدفاع عن مرسى مدعياً أنه يدافع عن المشروع الإسلامى ويدافع عن شرعية مرسى! وأنا أترحم إذا بصديق متعاطف مع عصابة الإخوان يقول: ترحم كما شئت ولكن نبيل الهلالى الشيوعى بتاعك فى النار والعوا وكل المحامين الملتزمين اللى بيدافعوا عن أمير المؤمنين مرسى فى الجنة بإذن الله! كان يتحدث بلهجة الواثق من صكوك غفرانه التى يوزعها بالمجان على البشر، مما ذكرنى بمقولة الإخوان الخالدة: «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار». تركته سابحاً فى أساطير ثقته الراسخة ونعيم أحلام فردوسه الذى نسجه بخياله المحلق، تساءلت: لماذا لم يقبل محام تقيل عتويل حجة فى الجنايات الدفاع عن مرسى وعصابته؟ لا بد أن نطرح علامة الاستفهام المؤرقة تلك، ولو كان نبيل الهلالى حياً بيننا لم يكن ليقبل أن يدافع عنهم لأن الوضع مختلف الآن. كان الهلالى يدافع عنهم فى الماضى بدافع رفع الظلم عن معتقلين، كان يظن أنها قضايا رأى وأنهم يعبرون عن رأيهم، هذا القديس لفرط رهافة حسه خُدع فى هذه العصابة، ولكنه لو عاش حتى هذه اللحظة وشاهد مذبحة كرداسة وإلقاء الأطفال من على أسطح المنازل وحرق الكنائس وتفخيخ السيارات وتفجير المولوتوف والتخابر مع الخارج والعمالة لأمريكا وقطر وتركيا ومحاولة إسقاط الدولة والجيش وترويع الشعب. لو كان نبيل الهلالى قد شاهد كل هذه المآسى لا بد أنه كان سيخلع الروب ويلقيه فى ساحة المحكمة ويذهب إلى حيث أطلال ما خربته يد الإخوان ليبكى مصر التى سرقتها العصابة واغتالت وجدانها وخربت روحها وقسمت شعبها وانتهكت عقلها. رحم الله القديس نبيل الهلالى، أقولها دون أن أسأل شيخاً عن مصيره ودون أن أطلب صكّ غفرانه لأننى واثق من أن الله مع الغلابة البسطاء الذين كان يعشقهم ويرعاهم ويخدمهم الهلالى.